لم تستطع القبلة التي طبعها الشاعر القطري خليل الشبرمي على جبين زميله ناصر الفراعنة بعد إعلان النتيجة النهائية لبرنامج شاعر المليون أن تقلل من احتقان الجمهور السعودي تجاه هذه النتيجة وهو الذي كان في غالبيته متيقناً من فوز الفراعنة خاصة بعد النجاح الكبير لشاعر الثقلين، كما يحلو للبعض تسميته، وبعد أن حققت قصائده انتشاراً مذهلاً بين الناس صغيرهم وكبيرهم. وحتى اللحظة التي أعلنت فيها النتيجة كانت جميع التوقعات تصب في صالح الفراعنة حيث نال أعلى درجة من لجنة التحكيم إضافة إلى استناده على شعبية جماهيرية كبيرة في السعودية ودول الخليج تجعله يطمئن من ناحية أعداد المصوتين، لكن النتيجة جاءت مخالفة للتوقعات ومفاجئة للجميع حتى لمقدمة البرنامج التي قالت من على منصة المسرح إنها أيضاً متفاجئة.
كل هذا الاحتقان وكل ما قيل وسيقال عن النتيجة وعن ظلم ناصر الفراعنة إنما يؤكد حقيقة واحدة وهي المكانة المتميزة التي نالها برنامج شاعر المليون بعد سنتين من انطلاقه والذي تجاوز مجرد كونه برنامج مسابقات شعرية إلى أن أصبح ظاهرة حقيقية في سماء الإعلام العربي يتابعه الملايين ويؤثر في عمق المجتمع الخليجي. وميزته الكبرى أنه تحول إلى منبع للشعراء الحقيقيين الذين كشفوا بقصائدهم المميزة تفاهة شعراء الصدفة من أنصاف الموهوبين الجاثمين على صفحات المجلات الشعبية.
هؤلاء الشعراء المميزين الذين ظهروا وتألقوا في "شاعر المليون" باتوا اليوم نجوماً مؤثرين وتحولوا إلى أمثلة يحتذي بها صغار السن الباحثين عن نماذج أصيلة يقتدون بها بعد أن غرقوا لسنوات في ملاحقة آخر صرعات الميوعة التي يروج لها الفنانون الممسوخون بتسريحاتهم الغريبة وأزيائهم الشاذة، وهذا أهم انتصار حققه برنامج "شاعر المليون" حين وضع في الواجهة من يستحق أن يكون في الواجهة، وبالنسبة لي، فأنا أرتاح لرؤية أخي الصغير مقتدياً بالفراعنة من أن أراه متأثراً بوائل كفوري!.